المجاز هواحد الدروس النحويه التي يتم تدريسها فاللغه العربية للطلاب
المجاز مشتق من جاز الشيء يجوزة اذا تعداه، سموا فيه اللفظ الذي نقل من معناة الأصلي
واستعمل؛ ليدل على معني غيره، مناسب له.والمجاز: من اقوى الوسائل البيانيه التي تصلنا اليها
الطبيعة؛ لإيضاح المعنى؛ اذ فيه يظهر المعني متصفا بصفه حسية، تكاد تعرضة على عيان السامع
؛ لهذا شغفت العرب باستخدام «المجاز» لميلها الى الاتساع فالكلام، و إلي الدلاله على كثرة
معاني الألفاظ، و لما به من الدقه فالتعبير، فيحصل للنفس فيه سرور و أريحية، و لأمر
ما كثر فكلامهم، حتي اتوا به بكل معني رائق، و زينوا فيه خطبهم و أشعارهم.
وفى ذلك الباب مباحث:(١) المبحث الأول: فتعريف المجاز و أنواعه
فإذا كانت العلاقه «المشابهة» فالمجاز «استعارة» و إلا فهو «مجاز مرسل».
والقرينة: و هي المانعه من اراده المعني الحقيقي ربما تكون لفظية، و ربما تكون حالية، كما سنعرض.
وينقسم المجاز الى اربعه اقسام: مجاز مفرد مرسل، و مجاز مفرد بالاستعاره (ويجريان
فى الكلمة) و مجاز مركب مرسل، و مجاز مركب بالاستعاره (ويجريان فالكلام)، و متي سار
المجاز انصرف الى «المجاز اللغوي».وأنواع المجاز عديدة: اهمها «المجاز المرسل» و هو المقصود
بالذات، و سيأتى مجاز يسمي «المجاز العقلي» و يجرى فالإسناد.
(٢) المبحث الثاني: فالمجاز اللغوى المفرد المرسل٤ و علاقاتة المجاز المفرد المرسل:
هو الكلمه المستعملة قصدا فغير معناها الأصلى لملاحظه علاقه غير «المشابهة»
مع قرينه داله على عدم اراده المعني الوضعي. و له علاقات متعددة، اهمها:
السببية: و هي كون الشيء المنقول عنه سببا، و مؤثرا فغيره؛ و هذا فيما اذا ذكر لفظ السبب
، و أريد منه المسبب، نحو: «رعت الماشيه الغيث»؛ اي: النبات؛ لأن الغيث؛ اي «المطر»، اسباب فيه
وقرينتة «لفظية» و هي «رعت»؛ لأن العلاقه تعتبر من جهه المعني المنقول عنه
.
ونحو: «لفلان على يد» تريد باليد النعمة؛ لأنها اسباب فيها.
والمسببة: هي ان يصبح المنقول عنه مسببا و أثرا لشيء اخر؛ و هذا فيما اذا ذكر لفظ المسبب
، و أريد منه السبب، نحو: وينزل لكم من السماء رزقا؛ اي: مطرا يسبب الرزق.
والكلية: هي كون الشيء متضمنا للمقصود و لغيره؛ و هذا فيما اذا ذكر لفظ الكل و أريد منه
الجزء، نحو: يجعلون اصابعهم باذانهم؛ اي اناملهم و القرينه «حالية» و هي استحالة
إدخال الأصبع كله فالأذن.ونحو: «شربت ماء النيل» و المراد بعضه، بقرينه شربت.
والجزئية: هي كون المذكور ضمن شيء اخر؛ و هذا فيما اذا ذكر لفظ الجزء، و أريد منه
الكل، كقوله تعالى: فتحرير رقبة مؤمنة.ونحو: «نشر الحاكم عيونة فالمدينة»؛ اي
الجواسيس، فالعيون مجاز مرسل، علاقتة «الجزئية»؛ لأن جميع عين جزء من جاسوسها، و القرينه الاستمالة.
واللازمية: هي كون الشيء يجب و جوده، عند وجود شيء اخر، نحو: «طلع الضوء»؛ اي
الشمس، فالضوء مجاز مرسل، علاقتة «اللازمية»؛ لأنة يوجد عند وجود الشمس، و المفروض هنا اللزوم الخاص، و هو عدم الانفكاك.
والملزومية: هي كون الشيء يجب عند و جودة وجود شيء اخر، نحو: «ملأت الشمس
المكان»؛ اي الضوء، فالشمس مجاز مرسل، علاقتة «الملزومية»؛ لأنها متي و جدت و جد الضوء، و القرينه «ملأت».
والآلية: هي كون الشيء و اسطه لإيصال اثر شيء الى اخر؛ و هذا فيما اذا ذكر اسم الآلة،
وأريد الأثر الذي ينتج عنه، نحو: واجعل لى لسان صدق بالآخرين؛ اي ذكرا حسنا «فلسان»
بمعني «ذكر حسن» مجاز مرسل، علاقتة «الآلية»؛ لأن اللسان اله فالذكر الحسن.
والتقييد بعدها الإطلاق: هو كون الشيء مقيدا بقيد او اكثر، نحو: «مشفر زيد مجروح» فإن المشفر
لغة: شفه البعير، بعدها اريد هنا مطلق شفة، فكان فهذا منقولا عن المقيد الى المطلق، و كان
مجازا مرسلا علاقتة التقييد، بعدها نقل من مطلق شفه الى شفه الإنسان، فكان مجازا مرسلا
بمرتبتين، و كانت علاقتة «التقييد و الإطلاق».(٩)والعموم: هو كون الشيء شاملا لعديد، نحو
قوله تعالى: أم يحسدون الناس؛ اي «النبي» ﷺ، فالناس مجاز مرسل، علاقتة العموم، و مثله
قوله تعالى: الذين قال لهم الناس فإن المراد من الناس واحد، و هو «نعيم بن مسعود الأشجعي».
(١٠)
والخصوص: هو كون اللفظ خاصا بشيء واحد، كإطلاق اسم الشخص على القبيلة، نحو: ربيعه و قريش.
(١١)
واعتبار ما كان: هو النظر الى الماضي؛ اي تسميه الشيء باسم ما كان عليه، نحو: وآتوا اليتامى
اموالهم؛ اي الذين كانوا يتامى، بعدها بلغوا، فاليتامى: مجاز مرسل علاقتة «اعتبار ما كان»
، و ذلك اذا جرينا على ان دلاله الصفه على الحاضر حقيقته، و على ما عداة مجاز.
(١٢)
واعتبار ما يصبح: هو النظر الى المستقبل؛ و هذا فيما اذا اطلق اسم الشيء على ما يؤدى اليه،
كقوله تعالى: إنى ارانى اعصر خمرا؛ اي عصيرا يئول امرة الى خمر؛ لأنة حال عصرة لا يصبح
خمرا، فالعلاقه هنا: «اعتبار ما يئول اليه».ونحو: ولا يلدوا الا فاجرا كفارا والمولود حين يولد
لا يصبح فاجرا و لا كافرا، و لكنة ربما يصبح ايضا بعد الطفولة، فأطلق المولود الفاجر،
وأريد فيه الرجل الفاجر، و العلاقه «اعتبار ما يصبح».
(١٣)
والحالية: هي كون الشيء حالا فغيره؛ و هذا فيما اذا ذكر لفظ الحال و أريد المحل لما بينهما
من الملازمة، نحو: ففى رحمة الله هم بها خالدون فالمراد من «الرحمة» الجنة
التى تحل بها رحمه الله، ففية مجاز مرسل، علاقتة «الحالية».
وكقوله تعالى: خذوا زينتكم عند كل مسجد؛ اي لباسكم؛ لحلول الزينه فيه، فالزينه حال
واللباس محلها، و نحو: و أري بياضا يخرج و يختفي، و أري حركة تعلو و تسفل.
(١٤)
والمحلية: هي كون الشيء يحمل به غيره؛ و هذا فيما اذا ذكر لفظ المحل و أريد فيه الحال فيه
، كقوله تعالى: فليدع ناديه والمراد من يحل فالنادي.
وكقوله تعالى: يقولون بأفواههم؛ اي السنتهم؛ لأن القول لا يصبح عاده الا بها.
(١٥)
والبدلية: هي كون الشيء بدلا عن شيء اخر، كقوله تعالى: فإذا قضيتم الصلاة والمراد: الأداء.
(١٦)
والمبدلية: هي كون الشيء مبدلا منه شيء اخر، نحو: «أكلت دم زيد»؛ اي ديته، فالدم
«مجاز مرسل» علاقتة «المبدلية»؛ لأن الدم مبدل عنه «الدية».
(١٧)
والمجاورة: هي كون الشيء بدلا عن شيء اخر، نحو: «كلمت الجدار و العامود»؛ اي
الجالس بجوارهما، فالجدار و العامود مجازان مرسلان علاقتهما «المجاورة».
(١٨)
والتعلق الاشتقاقي: هو اقامه صيغه مقام اخرى؛ و ذلك:
(أ)
(ب)
(ج)
(د)
والقرينه على مجازيه ما تقدم هي ذكر ما يمنع اراده المعني الأصلي.
(٣) المبحث الثالث: فتعريف المجاز العقلى و علاقاته
المجاز العقلي: هو اسناد الفعل او ما فمعناة «من اسم فاعل او اسم مفعول او مصدر»
إلي غير ما هو له فالظاهر من المتكلم؛ لعلاقه مع قرينه تمنع من ان يصبح الإسناد الى ما هو له.
(٣) الإسناد الى السبب، نحو: انني لمن معشر افني اوائلهم
فقد اسند الجد الى الجد — اي الاجتهاد — و هو ليس بفاعل له، بل فاعلة الجاد، فأصله
جد الجاد جدا؛ اي: اجتهد اجتهادا، فحذف الفاعل الأصلى و هو الجاد، و أسند الفعل الى الجد.
(٥)
إسناد ما بنى للفاعل الى المفعول، نحو: «سرنى حديث الوامق» فقد استعمل اسم الفاعل،
وهو الوامق؛ اي «المحب» بدل الموموق؛ اي: المحبوب، فإن المراد: سررت بمحادثه المحبوب.
(٦)
إسناد ما بنى للمفعول الى الفاعل، نحو: «جعلت بينى و بينك حجابا مستورا»؛ اي سائرا،
فقد جعل الحجاب مستورا، مع انه هو الساتر.
تنبيهات
(أ) كما يصبح ذلك المجاز فالإسناد يقع فالنسبة الإضافية، نحو: «جرى الأنهار،
وغراب البين، و مكر الليل» فنسبة الجرى الى الأنهار مجاز علاقتة المكانية، و نسبة البين الى
الغراب مجاز علاقتة السببية، و نسبة المكر الى الليل مجاز علاقتة الزمانية.
(ب)
الفعل المبنى للفاعل و اسم الفاعل اذا اسندا الى المفعول فالعلاقه المفعولية، و الفعل المبني
للمجهول و اسم المفعول اذا اسندا الى الفاعل فالعلاقه الفاعلية، و اسم المفعول المستعمل
فى موضع اسم الفاعل مجاز علاقتة الفاعلية، و اسم الفاعل المستعمل فموضع اسم
المفعول مجاز علاقتة المفعولية.هذا المجاز ما ده الشاعر المفلق، و الكاتب البليغ، و طريق من طرق البيان لا يستغنى عنها واحد منهما.
تطبيق على اشهر علاقات المجاز العام
اذكر علاقات المجاز المرسل، فيما يأتي:(١) ابا المسك ارجو منك نصرا على العدا
(٤) ذهبنا الى حديقه غناء.(٥) بني جمال عبدالناصر عديدا من المدارس بمصر
.
ما هو المجاز
تعرف على تعريف المجاز