نزار قباني احد الشعراء المعروفين منذ قديم الزمن و لهم الكثير من الابيات الشعرية الرائعه
نزار قباني شاعر دبلوماسى عربي، من عائلة قباني الدمشقيه العريقة، اخذ
شهاده الحقوق من جامعة دمشق، التحق بعد التخرج بالعمل الدبلوماسي، و تنقل
اثناءة بين القاهرة، و أنقرة، و لندن، و مدريد، و بكين، و لندن. ترك العمل الدبلوماسي
لينشا فبيروت دارا للنشر تحمل اسمه، و تفرغ لكتابة الشعر. بدا اول رحلتة الشعرية
بكتابة الشعر التقليدى بعدها انتقل الى الشعر العمودي، و يعتبر مؤسسا لمدرسة شعرية
وفكرية، تناولت دواوينة الأربعه الأولي قصائد رومانسية، لكن ديوانة (قصائد
من نزار قباني) كان نقطه تحول فشعره، ففى قصيده (خبز و حشيش و قمر) انتقد
بشكل لاذع خمول المجتمع العربي. تزوج نزار مرتين: الأولي من ابنه عمة (زهراء
آقبيق)، و الثانية =عراقية هي (بلقيس الراوي) و انجب منهما، توفى ابنة توفيق في
ال١٧ من عمرة بمرض القلب فرثاه فقصيده (إلي الأمير الدمشقى توفيق قباني).
وفى عام 1982 قتلت بلقيس فانفجار السفاره العراقية ببيروت، و ترك رحيلها
ألما سيئا فنفسة و رثاها بقصيده شهيره تحمل اسمها. توفى فلندن عام 1998
عن عمر يناهز 75 عاما قضي اكثر من خمسون عاما منها فالحب، و السياسة، و الثورة.
(1) احلى اشعار نزار قباني هنالك العديد من قصائد نزار متميزه و جميلة و يصعب جمعها
مره واحدة، لكن نختار لكم بعضها و نتمني ان تعجبكم. قولى احبك قولى احبك كي
تزيد و سامتى فبغير حبك لا اكون جميلا قولى احبك كى تصير اصابعى ذهبا و تصبح
جبهتى قنديلا الآن قوليها و لا تترددى بعض الهوي لا يقبل التأجيلا سأغير التقويم
لو احببتنى امحو فصولا او اضيف فصولا و سينتهى العصر القديم على يدي و أقيم
عاصمه النساء بديلا ملك انا لو تصبحين حبيبتي اغزو الشموس مراكبا و خيولا
لا تخجلى منى فهذه فرصتى لأكون بين العاشقين رسولا كتاب الحب ما دمت يا عصفورتي
الخضراء حبيبتي اذا فإن الله فالسماء تسألنى حبيبتي ما الفرق ما بينى و ما بين السما
؟ الفرق ما بينكما انك ان ضحكت يا حبيبتي انسي السما الحب يا حبيبتي قصيدة
رائعة مكتوبة على القمر الحب مرسوم على كل اوراق الشجر الحب منقوش على
ريش العصافير، و حبات المطر لكن اي امرأه فبلدى اذا احبت رجلا ترمي بخمسين حجر
حين انا سقطت فالحب تغيرت تغيرت مملكه الرب صار الدجي ينام فمعطفى و تشرق
الشمس من الغرب يا رب قلبي لم يعد كافيا لأن من احبها تعادل الدنيا فضع بصدري واحدا
غيرة يصبح فمساحه الدنيا ما زلت تسألنى عن عيد ميلادي سجل لديك اذا ما انت تجهله
تاريخ حبك لى تاريخ ميلادي لو خرج المارد من قمقمة و قال لي: لبيك دقيقه واحده لديك
تختار بها جميع ما تريدة من قطع الياقوت و الزمرد لاخترت عينيك بلا تردد ذات العينين السوداوين
ذات العينين الصاحيتين الممطرتين لا اطلب ابدا من ربى الا شيئين: ان يحفظ هاتين العينين
ويزيد بأيامي يومين كى اكتب شعرا فهاتين اللؤلؤتين لو كنت يا صديقتي بمستوي جنوني
رميت ما عليك من جواهر و بعت ما لديك من اساور و نمت فعيوني اشكوك للسماء اشكوك
للسماء كيف استطعت، كيف، ان تختصرى كل ما فالكون من نساء لأن كلام القواميس
مات لأن كلام المكاتيب ما ت لأن كلام الروايات ما ت اريد اكتشاف كيفية عشق احبك بها بلا
عبارات انا عنك ما اخبرتهم، لكنهم لمحوك تغتسلين فاحداقى انا عنك ما كلمتهم، لكنهم
قرأوك فحبرى و فاوراقي للحب رائحه و ليس بوسعها الا تفوح مزارع الدراق اكرة ان احب
مثل الناس اكرة ان اكتب كالناس اود لو كان فمي كنيسه و أحرفى اجراس ذوبت فغرامك
الأقلام من ازرق، و أحمر، و أخضر حتي انتهي الكلام علقت حبى لك فاساور الحمام و لم اكن
أعرف يا حبيبتي ان الهوي يطير كالحمام عدى على اصابع اليدين ما يأتى فأولا: حبيبتي انت
وثانيا: حبيبتي انت و ثالثا: حبيبتي انت و رابعا و خامسا و سادسا و سباعا و ثامنا و تاسعا و عاشرا:
حبيبتي انت حبك يا عميقه العينين تطرف تصوف عباده حبك كالموت و الولاده صعب بأن يعاد
مرتين عشرين الف امرأه احببت عشرين الف امرأه جربت و عندما التقيت فيك يا حبيبتي شعرت
أنى الآن ربما بدأت لقد حجزت غرفه لاثنين فبيت القمر نقضى فيها نهاية الأسبوع يا حبيبتي
فنادق العالم لا تعجبنى الفندق الذي احب ان اسكنة هو القمر لكنهم هناك يا حبيبتي لا يقبلون
زائرا يأتى بغير امرأه فهل تجيئين معى يا قمري، الى القمر 19 لن تهربى منى فإنى رجل مقدرعليك
لن تخلصى منى فإن الله ربما ارسلنى اليك فمره اطلع من ارنبتي اذنيك و مره اطلع من اساور الفيروز
فى يديك و حين يأتى الصيف يا حبيبتي اسبح كالأسماك فبحرتي عينيك لو كنت تذكرين جميع كلمة
لفظتها ففتره العامين لو افتح الرسائل الألف التي كتبت فعامين كاملين كنا بآفاق الهوي طرنا
حمامتين و أصبح الخاتم فاصبعك الأيسر خاتمين لماذا، لماذا، منذ صرت حبيبتي يضيء مدادي،
والدفاترتعشب تغيرت الأشياء منذ عشقتنى و أصبحت كالأطفال بالشمس العب و لست نبيا مرسلا
غير اننى اصير نبيا عندما عنك اكتب محفوره انت على و جة يدى كأسطر كوفيه على جدار مسجد
محفوره فخشب الكرسى ياحبيبتي و فذراع المقعد و كلما حاولت ان تبتعدى دقيقه واحده اراك
فى جوف يدى لا تحزنى ان هبط الرواد فارض القمر فسوف تبقين بعيني دائما اجمل قمر حين
أكون عاشقا اشعر انني ملك الزمان امتلك الأرض و ما عليها و أدخل الشمس على حصانى حين اكون
عاشقا اجعل شاة الفرس من رعيتى و أخضع الصين لصولجانى و أنقل البحار من مكانها و لو اردت
أوقف الثوانى حين اكون عاشقا اصبح ضوءا سائلا لا تستطيع العين ان ترانى و تصبح الأشعار فدفاتري
حقول ميموزا و أقحوان حين اكون عاشقا تنفجر المياة من اصابعى و ينبت العشب على لسانى حين
أكون عاشقا اغدو زمانا خارج الزمان انني احبك عندما تبكينا و أحب و جهك غائما و حزينا الحزن يصهرنا
معا و يذيبنا من حيث لا ادرى و لا تدرينا تلك الدموع الهاميات احبها و أحب خلف سقوطها تشرينا بعض
النساء و جوههن رائعة و تصير احلى عندما يبكينا اخطأت يا صديقتي بفهمى فما اعانى عقده و لا
أنا اوديب فغرائزى و حلمى لكن جميع امرأه احببتها اردت ان تكون لى حبيبتي و أمى من كل قلبي
أشتهى لو تصبحين امي كل ما قالوة عنى صحيح كل ما قالوة عن سمعتى فالعشق و النساء
قول صحيح لكنهم لم يعرفوا اننى انزف فحبك كالمسيح يحدث احيانا ان ابكى كالأطفال
بلا اسباب يحدث ان اسأم من عينيك الطيبتين بلا اسباب يحدث ان اتعب من كلماتى من اوراقي من
كتبى يحدث ان اتعب من تعبى عيناك كالليلة الماطره مراكبى غارقه بها كتابتى منسيه فيها
إن المرايا ما لها ذاكرة كتبت فوق الريح اسم التي احبها كتبت فوق الماء لم ادر ان الريح لا تحسن
الإصغاء لم ادر ان الماء لا يحفظ الأسماء ما زلت يا مسافرة ما زلت بعد السنه العاشرة مزروعة
كالرمح فالخاصره كرمال ذلك الوجة و العينين ربما زارنا الربيع ذلك العام مرتين و زارنا النبي مرتين
أهطل فعينيك كالسحابه احمل فحقائبى اليهما كنزا من الأحزان و الكآبة احمل الف جدول
وألف الف غابه و أحمل التاريخ تحت معطفى و أحرف الكتابة افضل ما فحبنا انه ليس له عقل و لا
منطق احلى ما فحبنا انه يمشي على الماء و لا يغرق لا تقلقى يا روعه الحلوات ما دمت في
شعري و فكلماتى ربما تكبرين مع السنين و إنما لن تكبرين ابدا على صفحاتى ليس يكفيك ان
تكوني رائعة كان لابد من مرورك يوما بذراعي كى تصيرى رائعة و كلما سافرت فعينيك
ياحبيبتي احس انني راكب سجاده سحريه فغيمه و رديه ترفعنى و بعدين تأتى البنفسجيه ادور
فى عينيك يا حبيبتي ادور كالكره الأرضيه كم تشبهين السمكه سريعة فالحب كالسمكة
قتلت الف امرأه فداخلى و صرت انت الملكه احلى ما فيك هو الجنون احلى ما فيك، اذا سمحت
خروج نهديك على القانون تعرى فمنذ زمان طويل على الأرض لم تسقط المعجزات تعري، تعري
أنا اخرس و جسمك يعرف كل اللغات كان نهداك فالعصور الخوالى ينشدان السلام كالحمامة
كيف ما بين ليلة و ضحاها صار نهداك كيوم القيامة؟ ضعى اظافرك الحمراء فعنقى و لا تكوني
معى شاه و لا حملا و قاومينى بما اوتيت من حيل اذا اتيتك كالبركان مشتعلا اجمل الشفاة التي
تعصى و أسوأها تلك الشفاة التي دوما تقول: بلي كم تغيرت بين عام و عام كان همى ان تخلعي
كل شيء و تظلى كغابه من رخام و أنا اليوم لا اريدك الا ان تكوني اشاره استفهام و كلما انفصلت
عن واحده اقول فسذاجه سوف تكون المرأه الأخيرة و المره الأخيره و بعدين سقطت فالغرام
ألف مره و مت الف مره و لم ازل اقول (تلك المره الأخيرة) عبثا ما اكتب سيدتى احساسى اكبر
من لغتى و شعورى نحوك يتخطي صوتي، يتخطي حنجرتى عبثا ما اكتب ما دامت كلماتى اوسع
من شفتي اكرهها كل كتاباتى مشكلتى انك مشكلتى لأن حبى لك فوق مستوي الكلام قررت
أن اسكت، و السلام. حبيبتي و المطر اخاف ان تمطر الدنيا و لست معى فمنذ رحت و عندي عقدة
المطر كان الشتاء يغطينى بمعطفة فلا افكر فبرد و لا ضجر كانت الريح تعوى خلف نافذتي
فتهمسين تمسك هاهنا شعري و الآن اجلس و الأمطار تجلدنى على ذراعي، على و جهي، على
ظهري فمن يدافع عنى يا مسافره كاليمامه بين العين و البصر كيف امحوك من اوراق ذاكرتي
وأنت فالقلب كالنقش فالحجر قارئه الفنجان جلست و الخوف بعينيها تتأمل فنجانى المقلوب
قالت: يا و لدي.. لا تحزن فالحب عليك هو المكتوب يا و لدي، ربما ما ت شهيدا من ما ت على دين
المحبوب فنجانك دنيا مرعبة و حياتك اسفار و حروب.. ستحب عديدا يا و لدي.. و تموت عديدا يا و لدي
وستعشق كل نساء الأرض.. و ترجع كالملك المغلوب بحياتك يا و لدى امرأة عيناها، سبحان المعبود
فمها مرسوم كالعنقود ضحكتها موسيقي و ورود لكن سماءك ممطرة.. و طريقك مسدود.. مسدود
فحبيبة قلبك.. يا و لدى نائمة فقصر مرصود و القصر كبير يا و لدى و كلاب تحرسه.. و جنود و أميرة
قلبك نائمة.. من يدخل حجرتها مفقود.. من يطلب يدها.. من يدنو من سور حديقتها.. مفقود من
حاول فك ضفائرها.. يا و لدي.. مفقود.. مفقود بصرت.. و نجمت عديدا لكني.. لم اقرا ابدا فنجانا
يشبه فنجانك لم اعرف ابدا يا و لدي.. احزانا تشبه احزانك مقدورك.. ان تمشي ابدا فالحب
.. على حد الخنجر و تظل و حيدا كالأصداف و تظل حزينا كالصفصاف مقدورك ان تمضى ابدا.. في
بحر الحب بغير قلوع و تحب ملايين المرات… و ترجع كالملك المخلوع.. القصيده المتوحشه احبيني
.. بلا عقد و ضيعى فخطوط يدى احبينى .. لأسبوع .. لأيام .. لساعات.. فلست انا الذي
يهتم بالأبد.. انا تشرين .. شهر الريح، و الأمطار .. و البرد.. انا تشرين فانسحقى كصاعقه على
جسدي.. احبينى .. بكل توحش التتر.. بكل حراره الأدغال جميع شراسه المطر و لا تبقى و لا تذري.
. و لا تتحضرى ابدا.. فقد سقطت على شفتيك جميع حضارة الحضر احبيني.. كزلزال .. كموت غير
منتظر.. و خلى نهدك المعجون.. بالكبريت و الشرر.. يهاجمنى .. كذئب جائع خطر و ينهشنى ..
ويضربنى .. كما الأمطار تضرب ساحل الجزر.. انا رجل بلا قدر فكوني .. انت لى قدرى و أبقيني
.. على نهديك.. كالنقش فالحجر.. احبينى .. و لا تتساءلى كيفا.. و لا تتلعثمى خجلا و لا
تتساقطى خوفا احبينى .. بلا شكوي ايشكو الغمد .. اذ يستقبل السيفا؟ و كوني البحر و الميناء..
كوني الأرض و المنفي و كوني الصحو و الإعصار كوني اللين و العنفا.. احبينى .. بألف و ألف اسلوب
ولا تتكررى كالصيف.. انني اكرة الصيفا.. احبينى .. و قوليها لأرفض ان تحبينى بلا صوت و أرفض ان
أوارى الحب فقبر من الصمت احبينى .. بعيدا عن بلاد القهر و الكبت بعيدا عن مدينتنا التي
شبعت من الموت.. بعيدا عن تعصبها.. بعيدا عن تخشبها.. احبينى .. بعيدا عن مدينتنا التي
من يوم ان كانت اليها الحب لا يأتي.. اليها الله .. لا يأتى .. احبينى .. و لا تخشى على قدميك
– سيدتى – من الماء فلن تتعمدي امرأه و جسمك خارج الماء و شعرك خارج الماء فنهدك .. بطة
بيضاء .. لا تحيا بلا ماء .. احبينى .. بطهرى .. او بأخطائى بصحوى .. او بأنوائى و غطينى .. ايا
سقفا من الأزهار .. يا غابات حناء .. تعرى .. و اسقطى مطرا على عطشى و صحرائى .. و ذوبي
فى فمي .. كالشمع و انعجنى بأجزائى تعرى .. و اشطرى شفتي الى نصفين .. يا موسي بسيناء.
. حقائب الدموع البكاء اذا اتي الشتاء.. و حركت رياحة ستائرى احس يا صديقتي بحاجة الى البكاء
علي ذراعيك.. على دفاتري.. اذا اتي الشتاء و انقطعت عندله العنادل و أصبحت .. جميع العصافير بلا
منازل يبتدئ النزيف فقلبي .. و فاناملي. كأنما الأمطار فالسماء تهطل يا صديقتي في
داخلي.. عندئذ .. يغمرنى شوق طفولى الى البكاء .. على حرير شعرك الطويل كالسنابل.. كمركب
أرهقة العياء كطائر مهاجر.. يبحث عن نافذه تضاء يبحث عن سقف له .. فعتمه الجدائل .. اذا
أتي الشتاء.. و اغتال ما فالحقل من طيوب.. و خبا النجوم فردائة الكئيب يأتى الى الحزن من
مغاره المساء يأتى كطفل شاحب غريب مبلل الخدين و الرداء.. و أفتح الباب لهذا الزائر الحبيب
أمنحة السرير .. و الغطاء امنحة .. كل ما يشاء من اين جاء الحزن يا صديقتي ؟ و كيف جاء؟ يحمل
لى فيده.. زنابقا جميلة الشحوب يحمل لى .. حقائب الدموع و البكاء.. رسائل من سيده حاقدة
لا تدخلي! و سددت فو جهى الطريق بمرفقيك … و زعمت لى … ان الرفاق اتوا اليك … اهم
الرفاق اتوا اليك ام ان سيدة لديك … تحتل بعدى ساعديك ؟ و صرخت محتدما: قفي! و الريح …
تمضغ معطفى … و الذل يكسو موقفى … لا تعتذر يا نذل لا تتأسف انا لست اسفة عليك … لكن
علي قلبي الوفي قلبي الذي لم تعرف … ماذا لو انك يا دنى … اخبرتنى انني انتهي امرى لديك
… فجميع ما و شوشتنى ايام كنت تحبني … من اننى … بيت =الفراشة مسكنى … و غدى انفراط
السوسن انكرته اصلا كما انكرتنى … لا تعتذر … فالإثم … يحصد حاجبيك و خطوط احمرها تصيح
بوجنتيك و رباطك … المشدوة … يفضح ما لديك … و من لديك يا من و قفت دمى عليك و ذللتني
ونفضتنى كذبابة عن عارضيك و دعوت سيدة اليك ………… و أهنتنى من بعد ما كنت الضياء بناظريك
… انني اراها فجوار الموقد … اخذت هناك مقعدى … فالركن … ذات المقعد … و أراك تمنحها
يدا … مثلوجة … ذات اليد … ستردد القصص التي اسمعتنى … و لسوف تخبرها بما اخبرتنى …
وسترفع الكأس التي جرعتنى … كأسا فيها سممتنى حتي اذا عادت اليك … لترود موعدها الهني
… اخبرتها ان الرفاق اتوا اليك … و أضعت رونقها كما ضيعتنى … ايظن ايظن انني لعبه بيديه؟ انا لا
أفكر فالرجوع الية اليوم عاد كأن شيئا لم يكن و براءه الأطفال فعينية ليقول لي: انني رفيقة
دربة و بأننى الحب الوحيد لدية حمل الزهور الى .. كيف اردة و صباى مرسوم على شفتية ما عدت
أذكر .. و الحرائق فدمى كيف التجأت انا الى زندية خبأت رأسى عندة .. و كأننى طفل اعادوة الى
أبوية حتي فساتينى التي اهملتها فرحت فيه .. رقصت على قدمية سامحتة .. و سألت عن اخباره
وبكيت ساعات على كتفية و بدون ان ادرى تركت له يدى لتنام كالعصفور بين يدية .. و نسيت حقدي
كلة فلحظه من قال انني ربما حقدت عليه؟ كم قلت انني غير عائده له و رجعت .. ما اجمل الرجوع
إلية .. خبز و حشيش و قمر عندما يولد فالشرق القمر.. فالسطوح البيض تغفو تحت اكداس الزهر
.. يترك الناس الحوانيت و يمضون زمر لملاقاة القمر.. يحملون الخبز.. و الحاكي..إلي رأس الجبال
ومعدات الخدر.. و يبيعون..ويشرون..خيال و صور.. و يموتون اذا عاش القمر.. ما الذي يفعله قرص
ضياء؟ ببلادي.. ببلاد الأنبياء.. و بلاد البسطاء.. ما ضغي التبغ و تجار الخدر.. ما الذي يفعلة فينا القمر؟
فنضيع الكبرياء.. و نعيش لنستجدى السماء.. ما الذي عند السماء؟ لكسالى..ضعفاء.. يستحيلون
إلي موتي اذا عاش القمر.. و يهزون قبور الأولياء.. علها ترزقهم رزا.. و أطفالا..قبور الأولياء و يمدون
السجاجيد الأنيقات الطرر.. يتسلون بأفيون نسمية قدر.. و قضاء.. فبلادي.. فبلاد البسطاء.
. اي ضعف و انحلال.. يتولانا اذا الضوء تدفق فالسجاجيد.. و آلاف السلال.. و قداح الشاى .. و الأطفال
..تحتل التلال فبلادى حيث يبكى الساذجون و يعيشون على الضوء الذي لا يبصرون.. فبلادي
حيث يحيا الناس من دون عيون.. حيث يبكى الساذجون.. و يصلون.. و يزنون.. و يحيون اتكال.. منذ
أن كانوا يعيشون اتكال.. و ينادون الهلال: (يا هلال.. ايها النبع الذي يمطر ما س.. و حشيشيا..و نعاس.
. ايها الرب الرخامي المعلق ايها الشيء الذي ليس يصدق) دمت للشرق..لنا عنقود ما س للملايين
التى عطلت بها الحواس فليالي الشرق لما.. يبلغ البدر تمامه.. يتعري الشرق من كل كرامه و
نضال.. فالملايين التي تركض من غير نعال.. و التي تؤمن فاربع زوجات.. فيوم القيامه.. الملايين
التى لا تلتقى بالخبز.. الا فالخيال.. و التي تسكن فالليل بيوتا من سعال.. ابدا.. ما عرفت شكل
الدواء.. تتردي جثثا تحت الضياء.. فبلادي.. حيث يبكى الأغبياء.. و يموتون بكاء.. كلما حركهم عود
ذليل..و (ليالي) هذا الموت الذي ندعوه فالشرق.. (ليالي)..وغناء فبلادي.. فبلاد البسطاء..
حيث نجتر التواشيح الطويلة.. هذا السثل الذي يفتك بالشرق.. التواشيح الطويلة.. شرقنا المجتر.
.تاريخا و أحلاما كسولة.. و خرافات خوالي.. شرقنا، الباحث عن كل بطولة.. فابي زيد الهلالي
.. شؤون صغار تمر فيها انت .. دون التفات تساوى لدى حياتي كل حياتي.. حوادث .. ربما لا تثير
اهتمامك اعمر منها قصور و أحيا عليها شهور و أغزل منها حكايا عديدة و ألف سماء.. و ألف جزيرة.. شؤون
.. شؤونك تلك الصغيرة فحين تدخن اجثو امامك كقطتك الطيبه و كلى امان الاحق مزهوه معجبه خيوط
الدخان توزعها فزوايا المكان دوائر.. دوائر و ترحل فاخر الليل عنى كنجم، كطيب مهاجر و تتركني
يا صديق حياتي لرائحه التبغ و الذكريات و أبقي انا .. فصقيع انفرادى و زادى انا .. كل زادى حطام
السجائر و صحنا .. يضم رمادا يضم رمادي.. و حين اكون مريضه و تحمل ازهارك الغاليه صديقي.
. الى و تجعل بين يديك يدي يعود لى اللون و العافيه و تلتصق الشمس فو جنتى و أبكى .. و أبكي.
. بغير اراده و أنت ترد غطائى على و تجعل رأسى فوق الوسادة.. تمنيت كل التمنى صديقي .. لو
أنى اظل .. اظل عليلة لتسأل عنى لتحمل لى جميع يوم و رودا جميلة.. و إن رن فبيتنا الهاتف اليه
أطير انا .. يا صديقي الأثير بفرحه طفل صغير بشوق سنونوه شارده و أحتضن الآله الجامدة و أعصر
أسلاكها الباردة و أنتظر الصوت .. صوتك يهمى على دفيئا .. مليئا .. قوي كصوت نبي كصوت ارتطام
النجوم كصوت سقوط الحلي و أبكى .. و أبكى .. لأنك فكرت فلأنك من شرفات الغيوب هتفت الي
.. و يوم اجيء اليك لكي استعير كتاب لأزعم انني اتيت لكي استعير كتاب تمد اصابعك المتعبه الى
المكتبة.. و أبقي انا .. فضباب الضباب كأنى سؤال بغير جواب.. احدق فيك و فالمكتبه كما تفعل
القطه الطيبه تراك اكتشفت؟ تراك عرفت؟ بأنى جئت لغير الكتاب و أنى لست سوي كاذبة؟ و أمضى
سريعا الى مخدعى اضم الكتاب الى اضلعى كأنى حملت الوجود معى و أشعل ضوئى .. و أسدل
حولى الستور و أنبش بين السطور .. و خلف السطور و أعدو و راء الفواصل .. اعدو و راء نقاط تدور و رأسي
يدور .. كأنى عصفوره جائعه تفتش عن فضلات البذور لعلك .. يا .. يا صديقي الأثير تركت بإحدي الزوايا
.. عبارة حب قصيرة .. جنينه شوق صغار لعلك بين الصحائف خبأت شيا سلاما صغيرا.. يعيد السلام
إليا .. و حين نكون معا فالطريق و تأخذ – من غير قصد – ذراعى احس انا يا صديق .. بشيء عميق
بشيء يشابة طعم الحريق على مرفقى .. و أرفع كفى نحو السماء لتجعل دربى بغير انتهاء و أبكى .
. و أبكى بغير انقطاع لكي يستمر ضياعى و حين اعود مساء الى غرفتي و أنزع عن كتفى الرداء احس
– و ما انت فغرفتي – بأن يديك تلفان فرحمه مرفقى و أبقي لأعبد يا مرهقى مكان اصابعك الدافئات
علي كم فستاني الأزرق .. و أبكى .. و أبكى .. بغير انقطاع كأن ذراعي ليست ذراعي..
عبارات قباني ستور
ابيات شعر لنزار قباني
- قصائد مكتوبة لنزار قباني